عنود Admin
عدد المساهمات : 491 تاريخ التسجيل : 25/09/2012 العمر : 42
| موضوع: فنّ الحوار وآداب النقد الجمعة أكتوبر 12, 2012 4:03 am | |
| فن الحوار واداب النقد
إن حاجتنا لأدب الحوار ليست حاجة نظرية تجريدية
فالأديب المسلم داعية والداعية الناجح يتمسك بأسباب النجاح ولا يخالفها
مثلنا الأعلى في ذلك القرآن الكريم وكذلك التطبيق
العملي لأدب الحوار في السنة المطهرة
والحديث عن آداب الحوار في القرآن الكريم
والسنة المطهرة يحتاج إلى كتب ومؤلفات
أدب الحوار يعني أدب تجاذب الحديث عمومًا
أما معنى [تحاوروا]: تراجعوا الكلام
بينهم.والمحاورة: الجواب ومراجعة النطق.
وبالتأكيد فإن هناك فروقًا بين الحوار والنقاش
وبين الجدل والمراء،
وحسبنا قول الرسول صلى الله
عليه والهِ وسلم عن المراء:
[[لا تماروا في القرآن،
فإن مراءا في القرآن كفر]].
أهمية الحوار
للحوار أهمية كبيرة فهو وسيلة للتفاهم بين البشر
على أن يكون الحوار حرًا لا حدود تقف في
طريقه إلا حدود الشرع.
أما عوائق الحوار فهي كثيرة منها:
الخوف، الخجل، المجاملة، الثرثرة، الإطناب،
اللف والدوران، التقعّر،
استخدام المصطلحات غيرالمفهومة مثل
الإنجليزية، أو الفرنسية أو غيرها أمام محاور لا
يفهم معانيها،
رفع الصوت من غير موجب، الصراخ،
التعصب، إظهار النفس، وعدم الرغبة في إظهار
الحق.
أنواع الحوار
أ الحوار من حيث الشكل قسمان :
حوار هادئ عقلاني مبدئي.
حوار متشنج يعتمد على الصراخ.
ب من حيث المضمون:
الحوار المتفتح، وعكسه المتزمت وهو القائم
على المهاترة لا الرغبة في الفائدة.
حوار العلماء وحوار طلاب الشهرة، وفرق كبير
بينهما. وينتج من حوار العلماء فوائد عظيمة
للناس
لأنه يقوم على احترام الذات والآخرين وتقبل
الرأي الآخر ما دام لا يمس الثوابت في العقيدة،
والإدراك أن للحوار هدفًا يراد تحقيقه بعكس حوار
طلاب الشهرة الذين يريدون الانتصار للذات.
ج الحوار من منظور الأشخاص ومنه:
الحوار بين العاقل والجاهل فلابد من حلم العاقل
ليعلّم الجاهل.
الحوار بين الشيوخ والشباب، فينبغي مراعاة
المراحل العمرية، واختلاف الأعراف،
والعَلاقة بين خبرة الحياة عند الشيوخ،
وجدة علم الشباب.
الحوار بين المتخصصين وغير المتخصصين.
الحوار بين الحاكم والمحكوم،
وينبغي فيه احترام عقول الآخرين،
واحترام قدر الحكام دون التنازل عن الموضوعية
وإخلاص النصيحة بين الطرفين.
قواعد الحوار
ينبغي أن يكون للحوار بين جانبين منطلقات
مشتركة ليكون مجديًا، أهمها:
الاعتماد على أسس مشتركة للحوار كالتحاكم
إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة عند المؤمنين
بهما،
أو التحاكم إلى قواعد المنطق والقياس عند غيرهم.
التسليم ببدهيات المعرفة، وبدهيات السلوك،
فكيف نتحاور مع من لا يرى في الصدق فضيلة،
وفي الكذب رذيلة مثلاً؟!
اللياقة، واحترام الحوار، وإن لم تحترم خصمك.
الرغبة في الوصول إلى الصواب والحق؛ لأن
التفكير في الوصول إلى الغلبة يلقي بصاحبه في
لجاجة الجدل العقيم.
صفات المحاور:
علمه بما يحاور.
قدرته على التعبير.
حلمه وسعة صدره.
سرعة البديهة، واستحضار الشواهد، والذكاء،
ويجمعها: [الحكمة]: العلم والفهم والتعبير،
ومثال ذلك حكمة نبي الله إبراهيم عليه السلام في
حوار النمرود إذ ألزمه الحجة:
{قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ
فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258].
آداب الحوار
للحوار آداب كثيرة نقف عند أعظمها تأثيرًا وفائدة
للمتحاورين أو المستمعين من الجمهور:
اولا احترام شخصية المحاور، وتعني ملاطفة
المحاور، لنتجنب عداوته أو نخفف من حدتها،
وألا نستهين به ابتداءً
لأن الاستهانة تضعف الحجة وتثير الخصم. كذلك
يجب الانتباه له، وعدم الانصراف عنه أثناء
حديثه،
وأن نفسح المجال له لإبداء رأيه.
ثانيا المرونة في الحوار وعدم التشنج، فينبغي
مقابلة الفكرة بفكرة تصححها أو تكملها، وقبول
الاختلاف،
والصبر على فكرة المحاور حتى لو اعتقدنا
خطأها منذ البداية،
وهذا يؤدي إلى التواضع وعدم الاستعلاء على
الخصم وفكرته.
ثالثا حسن الكلام وله فروع اهمها :
أ التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة،
ومن أحسن الكلام ما يعبر عن حقيقة ما في قلبك
دون ستر للحقيقة وبثوب لفظي لطيف.
ب ومن حسن الكلام الرفق في الكلام: {فَقُولا لَهُ
قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44].
ج التأدب في الخطاب: {... وَإِذَا قُلْتُمْ
فَاعْدِلُوا...} [الأنعام: 152]، {وَقُولُوا لِلنَّاسِ
حُسْنا} [البقرة: 83].
د طرح اللغو, واللغو فضل الكلام وما لا طائل
تحته، فلا يخوض المحاور فيما لا يثري
المحاورة،
قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}
[المؤمنون:3]. وفي الحديث الشريف: [[طوبى
لمن أمسك الفضل من لسانه]].
والابتعاد عما لا يفيد في الحوار يحفظ هيبة
المحاور، ويحفظ وقته، وأوقات الآخرين.
ه ومن حسن الكلام في الحوار توضيح
المضمون باستخدام ما يفهم من التعابير دون تقعّر
أو تكلف،
وفي الحديث الصحيح: [[هلك المتنطعون]]
وكذلك: [[إن أبغضكم إليّ وأبعدكم عني مجلسًا
الثرثارون والمتفيهقون والمتشدقون]].
رابعا الموضوعية في الحوار،
ونعني بها اتباع المنهج العلمي، والحجة
الصحيحة، وقبول الرأي الآخر إذا كان مقنعًا،
والاعتراف للخصم بالسبق في بعض الجوانب
التي لا يسع العاقل إنكارها،
والتحاكم إلى المنطق السليم.
خامسا حسن الصمت والإصغاء في الحوار،
والصمت إجراء إيجابي، ومن فوائده:
أنه خطوة نحو الكلمة الصائبة لاختيارها.
يزيد العلم ويعلم المرء الحلم.
الصمت بريد السلامة:
[[رحم الله امرءًا قال خيرًا فغنم أو سكت فسلم]].
أما الإصغاء فهو أدب عظيم، وتقول العرب:
رأس الأدب كُله الفهم والتفهم والإصغاء إلى
المتكلم.
عوامل هدم جسور الحوار
أما العوامل التي تحول دون تواصل الناس ومد
جسور الحوار بينهم فهي:
التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص.
والتعصب ظاهرة قديمة، موجودة في مختلف
المجتمعات البشرية، وفي مختلف مستوياتها،
وهي ظاهرة تمثل انحرافًا مرضيًا،
حينما لا تكون ذات مضمون أخلاقي،
كالانتصار للحق أو لدعاته،
والتعصب ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر
الحق لنفسه. والمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له،
بل يقبله كما هو فحسب،
لذا فلا يمكن لمتعصب أن يتواصل إلا مع من
يردد نفس مقولاته.
المِراء المذموم واللجاجة في الجدل،
ومحاولة الانتصار للنفس ولو على ذبح الحقيقة.
والجدل خلق مذموم، ينبغي للإنسان أن يبتعد
عنه،وإذا اضطر إليه فيجب
أن يكون بالتي هي أحسن،
قال الله تعالى {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن}
[النحل: 125]
ومعنى ذلك أن يتجنب الإنسان الجدال العقيم
والفاحش والبذيء، وإذا أراد أن يجادل فلابد أن
يجادل بالحسنى،
وإذا وجد أن النقاش يقود إلى طريق مسدود،
فينبغي أن يتوقف عنه
لأنه يصير عند ذلك عبثًا لا خير فيه،
فكما قال صلى الله عليه وآله وسلم:
[[أنا زعيم ببيت في ربض الجنة
لمن ترك المراء وإن كان محقًا]]
وقال صلى الله عليه وآله ايضا
[[فما ضل قوم بعد هدى
كانوا عليه إلا أوتوا الجدل]]
وترك الجدل يتبعه أمران:
أولهما: أن نعترف بأخطائنا إن كنا مخطئين،
والاعتراف بالخطأ فضيلة.
ثانيهما: أن نحترم آراء الآخرين.
- التسرع في إصدار الأحكام،
إذ إن التسرع في إصدار الأحكام دون روية،
مع عدم وضوح الرؤية،
كل هذا يوقع في أغاليط وأخطاء.
ويدفع إلى التسرع عوامل عدة منها:
الغرور بالنفس، والاعتداد بسرعة البديهة.
الكسل الذهني وعدم
الرغبة في إجهاد الفكر للتعرف على الحق.
الانفعال النفسي،
كالغضب والخوف والطمع وطيش الهوى.
الحاجة الملحة ومدافعة الضرورة الطبيعية.
ولقد انتقد القرآن بشدة لاذعة الذين يقفزون عند
السماع الأولي للمشكلة إلى إصدار الأحكام
وإشاعتها، دون السماع لها
من خلال بالمرور بمنطقة السماع الداخلي،
والتفاعل مع القدرات العقلية وتبادل التحليل
والاستنتاج.
ويصف القرآن هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقٍّ
للمعلومات الأولية باللسان،
دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن،
وتصل إلى منطقة الوعي،
قال الله تعالى
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ
بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
[النور:15]
ويتهدد القرآن الفاعلين لذلك بالعقوبة الإلهية،
لما يترتب على هذا الأسلوب في الحكم من
أخطاء،
اذ قال الله تعالى
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
[النور:17].[center]
التفكير السطحي،
الذي لا يغوص في أعماق المشكلات،
ولا يدرك أثر العلاقات ببعضها،
ولا يستوعب تأثير المتغيرات،
بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة،
التي غالبًا ما تكون أعراضًا للمشكلات
وليست نور:17].
والتفكير السطحي هو الذي يغيب العقل،
ويهمل العلم، ويغفل العمل،
ويجافي سنن الله في الآفاق والأنفس.
ومن سماته أيضًا:
إرجاع المشكلات والظواهر إلى عامل واحد،
مع إغفال أن تعقيد المشكلات
لا يستوعبه سبب واحد،
كما أن إرجاع المشكلات إلى سبب واحد
يصاحبه قدر من التبسيط يتنافى مع عمق
التجارب الإنسانية | |
|
بنوتة شقية
عدد المساهمات : 450 تاريخ التسجيل : 27/09/2012 العمر : 35
| موضوع: رد: فنّ الحوار وآداب النقد الجمعة أكتوبر 12, 2012 6:33 am | |
| يسلموو الايادى حبيبتى موضوعك جميل | |
|